الدكتور ليث عبدالله القهيوي
يُعدّ الجيل الجديد ركيزة أساسية في بناء أي مجتمع، والأردن بلد يزخر بطاقات الجيل الجديد الشبابية الواعدة التي يمكن أن تسهم بشكل فعال في صناعة القرار ورسم السياسات.
إن أحد أهم التحديات التي تواجه الأردن هو كسب تأييد وانخراط ومشاركة الجيل الجديد في الحياة العامة والسياسية، فالجيل الجديد هم مستقبل هذا الوطن وقادة الغد، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة في قيادة مسيرة التنمية والتطور , ومن أجل ذلك، لا بد من إتاحة الفرصة للجيل الجديد للمشاركة الفاعلة في صنع واتخاذ القرارات على جميع المستويات، وفتح المجال أمامهم للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بحرية، والاستماع إليها بجدية، فهم الأقدر على التعبير عن تطلعات وآمال جيلهم.
كما يتوجب وضع استراتيجيات وطنية تستهدف تمكين الجيل الجديد وتعزيز مشاركتهم سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، من خلال برامج تدريب وتأهيل، ودعم مبادراتهم ومشاريعهم الصغيرة، وتهيئة المناخ الملائم لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم و ينبغي أن ترتكز هذه الاستراتيجيات على معايير الإنجاز المبنية على الأداء، بحيث يتم تقييم مشاركة الجيل الجديد وإسهاماتهم بناءً على نتائجها الملموسة على أرض الواقع.
وفي الوقت ذاته، من الضروري بناء دولة المؤسسات والقانون، التي تكفل العدالة الاجتماعية وترسخ مبادئ الديمقراطية الاجتماعية، بما يضمن حقوق الجيل الجديد ويوفر لهم البيئة الصالحة للمشاركة الفاعلة في تقدم المجتمع وازدهاره.
إن على جميع المسؤولين وصناع القرار الاستثمار الحقيقي في الجيل الجديد الأردني، فهم ثروة هذا الوطن وعماد مستقبله، وبتكاتف الجهود يمكن تمكينهم واستثمار طاقاتهم لخدمة الأردن ونهضته على جميع الأصعدة , وعلى صعيد آخر، فإن تمكين الجيل الجديد وإشراكهم بفاعلية يتطلب توفير البيئة الداعمة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال سن التشريعات والقوانين المحفزة، وتقديم التسهيلات والحوافز الضريبية، بالإضافة إلى توفير التمويل والقروض الميسرة لدعم مشاريعهم وأفكارهم الابتكارية.
كما يجب الاستثمار في التعليم والتدريب المهني والتقني، لتزويد الجيل الجديد بالمهارات والكفاءات اللازمة لسوق العمل. وعقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لتوفير فرص التدريب والتوظيف للجيل الجديد.
ولا بد من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، في التواصل مع الجيل الجديد ونشر الوعي وتعزيز روح المبادرة والابتكار لديهم.
إننا بحاجة إلى رؤية وطنية شاملة لاستثمار طاقات الجيل الجديد وتفعيل مشاركتهم، تقوم على الشراكة الحقيقية بينهم وبين صناع القرار، فالجيل الجديد هم عماد الوطن ومصدر قوته، وبتكاتف الجهود يمكن بناء مستقبل أفضل للأردن.
إن من أبرز ملامح رؤية صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، هو تبني استراتيجية وطنية شاملة لتمكين الجيل الجديد والاستثمار الأمثل في طاقاتهم , فقد أكد سموه مراراً على أن الجيل الجديد هم عماد مستقبل الأردن وركيزة أساسية في مسيرة التنمية والإصلاح، لذا يجب إتاحة الفرص أمامهم للمشاركة الفاعلة في صنع واتخاذ القرارات على كافة المستويات وقد حرص سموه على الاستماع إلى تطلعات وآمال الجيل الجديد من خلال اللقاءات المباشرة معهم، ودعا إلى إطلاق العنان لإبداعاتهم وطاقاتهم، وفتح المجال أمامهم للمساهمة في رسم ملامح المستقبل.
كما شدد سموه على أهمية منح الجيل الجديد صلاحيات أكبر في صنع القرار، وإتاحة الفرص لهم لقيادة مشاريع التنمية الوطنية، مع وضع آليات لقياس أدائهم بناءً على النتائج.
وتضمنت رؤية سموه أيضاً تبني سياسات وبرامج لتعزيز ريادة الأعمال بين الجيل الجديد ، ودعم مشاريعهم الابتكارية، إلى جانب تطوير التعليم والتدريب المهني وفقاً لاحتياجات سوق العمل , ان هذه بعض ملامح رؤية سمو ولي العهد الهادفة لتمكين شباب الوطن والارتقاء بإمكاناتهم، ليكونوا عوناً للأردن في مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.